الأحد، 19 سبتمبر 2010
الانتخابات في الرهبانية اللبنانية المارونية حص�
الانتخابات في الرهبانية اللبنانية المارونية حصلت في 4 غرف سريّة ولا رئيس عام لها الا بعد تصاعد الدخان الأبيض من الفاتيكان في سابقة هي الأولى من نوعها
18 أيلول 2010 جوزيف سمعان - رئيس تحرير "النشرة"
لن يصعد الدخان الأبيض من مركز الرئاسة العامة للرهبانية اللبنانية المارونية دير مار أنطونيوس-خشباو بعد الانتخابات الرهبانية التي جرت فيه، وقد كشفت مصادر رهبانية لـ"النشرة" أن الانتخابات التي حصلت في غزير لانتخاب رئيس عام للرهبانية اللبنانية المارونية اليوم خلفًا للأباتي الياس خليفة رئيسها الحالي إنّما ستنتظر صعود الدخان الأبيض باعلان الرئيس العام الجديد لها والمدبّرين الأربع من الفاتيكان إذ أرسلت صناديق الانتخابات الى الكرسي الرسولي بانتظار فرزها هناك، وتوقّعت المصادر الاّ يُصار الى اعلان النتائج قبل أسبوع على الأقل. وقد صدر بيان عن الرهبانية يؤكّد هذا الأمر.
وكان جمع من قرابة 308 راهب قانوني (الراهب القانوني هو من يحق له المشاركة في العمليّة الانتخابيّة) حضروا الى مركز الرئاسة العامة من أنحاء لبنان كافة ومن أديار الرهبانية اللبنانية المارونية المنتشرة في أنحاء العالم وسط تدابير أمنية مشدّدة منعت دخول المدنيين من العامة أو الصحافيين الى مركز الرئاسة العامة في خشباو غزير.
وبعد الصلاة وصمدة القربان صباحًا اعلن السفير البابوي في لبنان غابريال كانشيا افتتاح الانتخابات الّتي حصلت خلال دورتين، الأولى لانتخاب الرئيس العام للرهبانية والثانية للإقتراع على المدبّرين الأربعة، وقد جدد السفير البابوي قبيل افتتاح الانتخابات بالتذكير برسالة البابا حول الاحتفاظ بحقّه برفض او قبول نتائج الانتخابات التي جرت، وكشف أن الصناديق التي وُضِعت فيها أوراق الاقتراع سترسل الى روما على أن تفرز هناك، ممّا سبّب بعض الامتعاض لا سيّما أنّ هذا الأمر يعدّ سابقة لم تحصل خصوصًا ان الرهبانية اعتمدت في النظام الانتخابي الحديث الّذي أعطى لكل راهب صوتا فاعلاً.
وأشارت المصادر الرهبانية الى أن العمليّة الانتخابية جرت بهدوء على رغم الامتعاض الحاصل لأنّها في النهاية هي رهبانية حبريّة وتتبع مباشرة للكرسي الرسولي ولا بدّ لها من طاعة رأس الكنيسة الكاثوليكية الجامعة. وتابعت هذه المصادر لـ"النشرة" أن الاقتراع تمّ بسريّة تامّة عبر 4 غرفٍ جهّزت لذلك وحفاظًا على مبدأ حريّة اقتراع الراهب على الرغم من وجود معسكرين داخل الرهبانية، الأول يؤيّد وصول مدير مستشفى المعونات الأب أنطوان خليفة الى الرئاسة العامة مع المدبّرين الأربعة الّذين على لائحته وهم الآباء أيوب ش. جورج ك. أنطوان ع. وطوني ف. والثاني يؤيّد وصول رئيس دير مار مارون عنّايا-ضريح القدّيس شربل الأب طنّوس نعمة مع المدبّرين الأربعة الّذين على لائحته وهم الآباء نعمة الله هـ. كرم ر. جوزيف ق. وحنّا ر. هذا وبعد انتهاء العملية الانتخابيّة دُعي جميع آباء الرهبانية الى طعام الغداء في دير مار أنطونيوس-خشباو بمشاركة وحضور السفير البابوي أيضًا.
الى ذلك، يستمرّ الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي الياس خليفة بتصريف الأعمال ريثما يتصاعد الدخان الأبيض من روما ويرسل الفاتيكان كتابًا رسميًّا الى الرئاسة العامة في لبنان لابلاغها موافقته او عدمها على الانتخابات بعد فرز الأصوات في الكرسي الرسولي.
وأبدت مصادر رهبانية لـ"النشرة" شاركت وواكبت العمليّة الانتخابية طيلة هذا اليوم عن ارتياحها لما حصل، مؤكّدة أن إرسال الصناديق الى الفاتيكان لفرز الأصوات هناك إنما حصل استثنائيًّا ولمرة واحدة، في حين علّقت المصادر الرهبانية آمالاً كبيرة على ما حصل، واشارت مصادر رهبانية أخرى كانت في صلب مواكبة الانتخابات منذ بدايتها وحتى النهاية أن تدخّل الفاتيكان لا بدّ ان يحمل مؤشّرات بارزة ستنعكس على الكرسي البطريركي الماروني في بكركي وخصوصًا على البطريرك الماروني نصرالله صفير، واشارت هذه المصادر الى أن صفير استشعر بخطورة الوجود الفاتيكاني على الساحة اللبنانية وانعكاساته عليه وما قد يؤول هذا التغيير الحاصل بدءًا من الرهبانية اللبنانية المارونية فسارع الى تلقّف الرسالة عبر دعوة زعيم تيار المردة سليمان فرنجية الى الغداء والّذي كان يعتبره صفير عدوّه اللدود علّه بذلك ينقذ ما يمكن انقاذه ممّا تبقّى له من سنوات في سدّة البطريركيّة المارونيّة وللحفاظ على ماء الوجه أمام الفاتيكان عشيّة انعقاد السينودس من أجل مسيحيي الشرق.
فهل ينجح الفاتيكان بلملمة شتات المسيحيين وجراحهم من خلال اعادة مأسسة الحياة الرهبانية واعادة الدور الفاعل لبكركي بعد ان ثبت الفشل الذريع للبطريرك الماروني بإدارة شؤون الطائفة؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق