الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

خفايا في حياة المصطفى (ص) خلاف سني شيعي حول ثلاث من بنات الرسول بقلم:د. خيرالله محمد ساجر الدليمي | دنيا الرأي

خفايا في حياة المصطفى (ص) خلاف سني شيعي حول ثلاث من بنات الرسول بقلم:د. خيرالله محمد ساجر الدليمي دنيا الرأي
خفايا في حياة المصطفى (ص) خلاف سني شيعي حول ثلاث من بنات الرسول بقلم:د. خيرالله محمد ساجر الدليمي
تاريخ النشر : 2010-09-01القراءة : 75 خفايا في حياة المصطفى (ص)

خلاف سني شيعي حول ثلاث من بنات الرسول

د. خيرالله محمد ساجر الدليمي

أتناول في هذا المقال موضوع حسّاس أضطرّ في بدايته أن أؤكد أن الأيمان بالرسالة والرسول لا تشترط الأيمان بكلّ ما كتبته كتب التاريخ واختلفت عليه مرجعيتنا الإسلامية. وفي زمن التكفير هذا يحارب كل من يستخدم عقله ويتناول بالنقد والتقييم الحقائق التي لا تنسجم مع العقل. فالحقيقة قد تكون خرافة آمن بها الأكثرية، لكنها مجرّد خرافه. الحقيقة هي بنت العقل ونتاج الحكمة والبقية الباقية بعد النقد والتمحيص وإعمال العقل.

حساسية الموضوع تنبع من أنها تتناول قضية ترتبط برسولنا وقائد أمتنا ومنشئ جذوة حضارتنا التي امتدت من آفاق الشرق إلى بحر الظلمات. ولا زالت جوانب من حياته غامضة. لأنّ أجدادنا كانوا يفهمون أن الرسالة لا تشترط معرفة كل صغيره وكبيره عن حياة الرسول.

فمثلا لا يوجد في القرآن ما يؤكد وجود بنات وبنيين لرسول الله محمد (ص) في ظل غياب النص الرباني الذي لا يأتيه الباطل. وجود أو عدم وجد أبناء وبنات للحبيب (ص) لا يؤثر بشيء على المعتقد وسلامة الأيمان بالمطلق.

المعتقد الشيعي، يقول أن سيدنا محمد (ص) قد رزقه الله من خديجة ولد وبنت، وهما القاسم وفاطمة. وكذلك أنجبت لهُ ماريا ولد أسمة إبراهيم. مات إبراهيم ومات القاسم قبل أكمالهما للعام الثاني من العمر، لذا ينحصر نسل محمد (ص) بشخص فاطمة عليها السلام. و الشيعة لا يعترفون بزينب ورقية وأم كلثوم على أنهن بنات رسول الله، بل يجزمون على أنهن بنات خديجة من زوجها الثاني وهو السيد أبو هالة التميمي، وهن ربيبات رسول الله وليس بناته.

المذهب السني يجزم على أن خديجة أنجبت لرسول الله (ص) أربع بنات وهن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.و زينب تزوجت قبل الإسلام من أبن خالتها وهو السيد أبو العاص بن الربيع، أما رقية وأم كلثوم فتزوجهما سيدنا عثمان بن عفان.

ليس لدي حل وسط مابين السنة والشيعة بهذا الخصوص. فأنا أختلف مع الطرفين ب 180 درجة. بل أضرب عرض الحائط رأي كلا الطائفتين المختلفتين معاً، رغم انتمائي للمذهب السني ( الشافعي). و أنا شخصياً مقتنع حتى النخاع بأن محمد (ص) قد تزوج من امرأة طاعنة في السن وتجاوزتها دورة الخصوبة وسيطر عليها سن اليأس، وهي أرملة من رجلين قبلة، وهما:

- الزوج الأول: عتيق بن عائذ بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، حيث أنجبت خديجة من هذا الرجل أبن واحد وأطلق علية أسم هند.وقد اعتنق السيد هند الإسلام ومات في أحد غزوات النبي محمد (ص)

- الزوج الثاني: بعد وفاة زوج خديجة الأول بأربعة سنوات، كان زواجها من السيد أبو هالة التميمي وهو من بني أسد بن عمرو بن تميم، فمنّ الله عليهما وأنجبت خديجة منه أربع بنات، هن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة. مات أبو هالة التميمي، تاركاً لخديجة أربع بنات وثروة مالية كبيرة، كما ورثت من زوجها الأول أمولاً لا تعد ولا تحصى.

إمبراطورية خديجة بنت خويلد

بعد وفات أزواجها، لملمت خديجة أموالها، فمارست التجارة على مستوى قوافل كبيرة، وأصبح لها قطعان من الأغنام والإبل، كذلك جلبت بنّائين من اليمن فشيدوا لها قصرا من أجمل القصور المتعارف عليها، وكانت مصالحها التجارية تتطلب رجالاً وعبيداً لحمايتها وأدارت ممتلكاتها، فكان لها هذا، في ظل هذا الواقع الجديد أصبحت خديجة تنظر للأمور الدنيوية من خلال واقعها الجديد، وأصبح ليس بمقدورها أن تكرر تجربتها بالزواج من رجل كهل، كما حدث في زواجها الأول والثاني. لذا قررت خديجة أن تتزوج أحد الموظفين العاملين لديها، وهو سيدنا محمد (ص) لأن صدق محمد ونبل أخلاقة وجمالة الرباني وشبابه الفاتن وكماله، حوّل أعجاب خديجة إلى حب وغرام، فهامت بحبة، ولذلك بعثت من يخطبها له. وكان سيدنا محمد لا يمتلك بيت ولا زوجة ولا مال، ويعيش حالة من العوز الشديد، جعله يوافق على طلب خديجة من الزواج به. وبهذا يكون محمد (ص) أول رجل تطلبه امرأة وتدفع لهُ الصداق، ونقل إلى بيتها ليكون سابعهم في البيت، فأصبح ربيب لهند وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، لقد أحب محمد أبن وبنات خديجة ومارس الأبوة الحقيقية اتجاههم بما يرضي ضميره.

في حياة رسول الله (ص) زوج ربيباته لأطيب الرجال، وأحسن الزواج، حيث تم تزويج زينب من أبي العاص بن الربيع، كان ذلك في زمن الجاهلية، وزوج رقيه وأم كلثوم لسيدنا عثمان بن عفان، وزوج فاطمة لعلي بن عبد مناف ( أبو طالب) أما بخصوص القاسم وإبراهيم فهما أولاد محمد من ماريا القبطية.

أنا أستخف بعقول من كان سلاحهم الإصرار على أن نبينا محمد قد أنجب خلف من السيدة خديجة، وذلك للأسباب التالية:

1- عاشت خديجة بكنف زوجها الأول لمدة ثلاث سنوات، وبعد وفاته، بقيت خديجة مترملة لمدة أربع سنوات.

2- عاشت خديجة بكنف زوجها الثاني لمدة تسع سنوات ونصف، وبعد موته ترملت لمدة خمس سنوات.

هذا ما يؤكد بأن عمر خديجة كان ما يزيد على خمسين سنة، عندما وقعت حالت الزواج الثالثة.

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير

Smssajer@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق