الجمعة، 17 سبتمبر 2010

جريدة الدار :: القدس والشيعة .. مواقف وتضحيات بطولية


القدس والشيعة .. مواقف وتضحيات بطولية

#rsOneAuthor.Name#
علي ال غراش



للقدس مكانة عظيمة عند الأحرار والشرفاء في العالم من جميع الديانات ومنها الإسلامية، ونحاول في هذه السطور أن نركز على أهمية القدس عند شيعة أهل البيت عليهم السلام في التاريخ الحديث وأهمية يوم القدس العالمي، لما للقدس وفلسطين الحبيبة المحتلة من مكانة روحية وسياسية، فهي قبلة المسلمين الأولى وارض الأنبياء والرسل والديانات السماوية، وارض السلام والتسامح والمحبة.
ورغم الضعف العربي الهزيل، والاستسلام للأجندة الأميركية والغربية، والتشتت الفلسطيني، وتخطيط الكيان الصهيوني الإسرائيلي الغاصب ومن يدور في مداره، على وأد القدس من العقل العربي والإسلامي والعالمي وجعله نسيا منسية، فالقدس ازدادت أهمية وحضورا وأصبحت تتصدر أهم القضايا في العالم الحديث، ومن أهم العوامل لذلك يعود الفضل إلى تحديد يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان الفضيل يوما للقدس «يوم القدس العالمي»، وجاء ذلك عندما اعلن الإمام الخميني (قدس) في 7 أغسطس / لعام 1979 م،عن ذلك القرار قائلا:«أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك.. يوما للقدس...
إن للقدس مكانة وأهمية في قلوب الشيعة، فمنذ زرع الكيان السرطاني الغاصب في جسد الأمة واحتلال فلسطين، وقف الشيعة مع أصحاب الحق ورفضوا الاستيطان الصهيوني، واعتبروا القدس (فلسطين) قضيتهم الأساسية، وأتذكر في طفولتنا كنا نردد الأناشيد الثورية الفلسطينية بأنها بلادنا وفضح الصهاينة، وكنا نشتري الريال الفلسطيني ونفتخر بالحصول عليه، ومع كل حدث في فلسطين نجد التضامن والدعم الشيعي للفلسطينيين ولا يزال هذا الموقف لغاية اليوم، وما أحياء يوم القدس إلا تأكيد على الحق الفلسطيني، وهناك العديد من المواقف البطولية للشخصيات الشيعية من علماء دين وشعراء وفنانين ومجاهدين، وشهداء سقطوا لأجل الدفاع عن القدس وفلسطين، وقد صدرت الفتاوى الشرعية لحث الشارع العربي والإسلامي على الجهاد ودعم الفلسطينيين، ومن هولاء الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (قدس) الذي اهتم بالقضية الفلسطينية اهتماماً كبيراً، وأفتى بالجهاد، وسافر في عام 1350هـ/1931م إلى فلسطين للمشاركة في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في القدس في ليلة المبعث، «تلبية لدعوة تلقاها من المجلس الأعلى في فلسطين، وحضره كبار علماء المذاهب الإسلامية، وبعد أن أقيمت صلاة الجماعة في المسجد الأقصى تم اختياره ليرتقي المنبر ويخطب على الحضور، فألقى محاضرة على ممثلي الدول الإسلامية، وبحضور عشرات الآلاف، تحدث حول هموم الأمة والوحدة بين المسلمين واستقلالهم، والتصدي للمستعمرين والصهاينة المحتلين.
وكان للراحل السيد فضل الله (قدس) مواقف بطولية لدعم قضية القدس، وفضح مؤامرات إسرائيل والغرب، حيث قال: «ان قضية فلسطين دين ندين به، وليس مجرد شعار سياسي نستهلكه اليوم لنتركه غداً». وقوله:«إسرائيل وجودٌ غير شرعي».
وقدم حزب الله المقاوم في لبنان، أفضل النماذج العملية لدعم فلسطين، وأروع دروس المقاومة ضد الصهاينة، بعدما كسر هيبة جيش إسرائيل الذي لا يقهر عندما هزمه واجبره على الخروج من جنوب لبنان ذليلا عام 2000م، ثم كشف عورته وضعفه في حرب تموز 2006م. وفرض نظرية توازن الرعب عندما جعل المدن في فلسطين المحتلة أرضا للمعركة، كما جعل أمكانية دحر الصهاينة وتحرير القدس وكامل ارض فلسطين ممكنة بوجود الإرادة، وقد قدم الحزب خلال مواجهته للصهاينة آلاف الشهداء والجرحى.
وسيبقى التاريخ يذكر مواقف الشيعة المشرفة من القدس، وفوائد تعيين يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الفضيل يوما للقدس والدفاع عن الحق الفلسطيني ورفض الاحتلال الصهيوني.
ali_writer88@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق