عاد وفد من تجمع العلماء المسلمين برئاسة رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله من زيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعوة من وزير الخارجية الايرانية الدكتور على أكبر صالحي حيث قام بزيارة ولي أمر المسلمين سماحة الإمام القائد آية الله العظمى السيد علي الخامنائي مد ظله. وقدم له سماحة الشيخ حسان عبد الله شرحا مفصلا لوضع التجمع ومواجهته للفتنة المذهبية والطائفية ودعمه لنهج المقاومة في لبنان وفلسطين ودوره البارز في تأسيس إتحاد علماء بلاد الشام الذي يؤمل منه الكثير في درء الفتنة التي يعمل لها أعداء أمتنا ثم تحدث سماحة ولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنائي مد ظله وكان مما قاله:
نرحب بالإخوة الأعزاء في تجمع العلماء المسلمين الذين حققوا عملياً أمنية كانت بعيدة المنال. نحن نرفع شعار الوحدة والتقارب بين السنة والشيعة لكن هؤلاء الإخوة يجسدونه بهذا العمل، وقد صمدوا واستقاموا ثلاثين سنة في هذا السبيل. أود أن أقول لكم: اليوم لبنان وسوريا وبلاد الشام أحوج إلى هذا الموقف وكذلك العالم الإسلامي بأسره والعالم كله بحاجة إلى هذا المسار، هناك دولارات نفطية كثيرة تصرف من أجل بث الفتنة والعراك بين الإخوة في العالم الإسلامي . إن أعداء العالم الإسلامي المتمثلون بأمريكا والصهيونية وجبهة الكفر المتحدة صاروا يستغلون هذه النقطة إلى أبعد مدى. إننا مكلفون شرعاً ووجداناً أن نصمد أمام هذا الموقف للأعداء، وهذا التكليف فريضة سياسية أيضاً. اليوم العالم الإسلامي بأمس الحاجة إلى مثل هذه الوحدة واستقلاليتها واستعادتها حيث كان فترة طويلة محروماً منها.
في بلدكم لبنان وجود بذور المؤامرة والدسيسة توسع بشكلٍ كبير ومختلف الأطراف السياسية المرتبطة بالاستعمار وجبهة الكفر تحاول أن تستغل هذا الموقف إلى أبعد حدود، نحن على قناعة بأن واجب مختلف الأطراف على الساحة اللبنانية أن تتقارب مع بعضها أكبر قدر ممكن وإلا فإن الأعداء سيأخذون لبنان إلى الأسوأ حتى لا يتنفس ويضيقون عليه بحيث يصعب الاستمرار والبقاء. لبنان هذا البلد الذي كان من بين جميع الدول العربية يتميز باستطاعته إنزال أكبر هزيمة بالعدو الإسرائيلي، فإنهم يريدون إسقاطه من هذا المقام بشكل عام في منطقة بلاد الشام، مؤامرة العدو أصبحت في نطاق واسع جداً. الذي يجري حالياً في الساحة السورية عبارة عن حرب بين جبهة الكفر والاستعمار وبين جبهة المساندة للمقاومة والنضال، أفراد الشعب هم يتحملون آثار هذه المعركة، بمعنى أن الطرف الذي يتحمل أكبر الخسائر والأضرار هم أنفسهم الذين تزعم الدول الاستعمارية إرادة مساعدتهم وتحريرهم. إننا على قناعة راسخة بأن هذه محنة ستزول وستتجاوزها شعوب المنطقة ولا شك أن الطرف الذي سيخسر هو جبهة الكفر والاستكبار، ونعتقد أنه بالإمكان تجاوز هذه المشاكل بالصمود والاستقامة والإصرار.
وعلى كل حال لا يسعنا إلا أن نعبر عن شكرنا القلبي العميق لأفراد تجمع العلماء المسلمين ونحمد الله أنه وفقكم لهذا وإنه سبحانه وتعالى جعل هذه الحقيقة حية مستمرة في الساحة اللبنانية. ويحدونا الأمل باستمرار هذه الروح وبقاء هذه الحركة وانتشارها لتعم العالم الإسلامي والعربي .
** وكان التجمع قد التقى مع وزير الخارجية الدكتور علي أكبر صالحي الذي قال للوفد:
يسرني أن اجتمع معكم كتجمع وخاصة في لحظة صعبة يفرق فيها بين المسلمين والعرب وينطلق مشروع الفتنة، لذلك يجب أن نهتم بالوحدة وأن لا تأخذ الفتنة دورها. والمسألة الثانية الحساسة هي سوريا ولو أننا لا نملك الحكمة فإننا سندخل في ظلام ووضع محرج للأمة الإسلامية، نحن على اتصال بكثير من الدول وخاصة تركيا حول سوريا، ونحن نرجو معكم والمخلصين أن نجد حل الأزمة السورية يرضي جميع الأطراف. نحن متفائلون بالفرج فالمنطقة ستمر بأزمات كبيرة في السنوات القادمة ولكن الشعب سيأتي وتأتي الحكومات منبثقة من إرادة الشعوب لأن الشعوب متفاهمة ولكن الحكومات هي التي تضع الخلاف. وزار التجمع سماحة الشيخ محمد حسن اختري رئيس المجمع أهل البيت وكانت الزيارة مناسبة لعرض كثير من القضايا التي تهم التجمع والمجمع وقال سماحة الشيخ أختري: يستطيع التجمع أن يأخذ دوراً عظيماً في مجال ما ألقاه الله من مسؤولية على عاتق العلماء وطلبة العلوم ويجب أن تغتنموا الفرصة لتشكلوا أكبر تجمع علمائي في العالم.
** ثم كانت زيارة لمجمع التقريب بين المذاهب حيث التقى الوفد الرئيس الجديد للمجمع سماحة الشيخ آية الله الشيخ محسن آراكي الذي قال: إن الخطر الأكبر على الأمة هو أن موجة الصحوة الإسلامية ولَّدت ردة فعل ولكنها غير عادية فقوى الاستكبار تستخدم كل ما تملك وخاصة آلة المكر وجانب منها الجانب المسلح ولكن الأخطر هو الهجوم الناعم المتمثل في خلق الفرقة باقتتال المسلمين بعضهم مع بعض ويبقى العدو الخارجي يتفرج علينا، ولذلك القضية في سوريا رغم وجود معارضة شعبية ولكن تحول الأمر لخطر على جوهر الأمة، بتحويلها لصراع واقتتال بين الشيعة والسنة وطائفة أخرى . ولذلك سينسحب الأمر على كل الأمة وكذلك في مصر وتونس، فإن استطاعوا إثارة النـزاع القومي والقبلي يفعلون ذلك.
** كما زار وفد التجمع مدينة قم والتقى سماحة آية الله العظمى الشيرازي الذي قال:
لقد وصلتم إلى الواقع وهو أن كل الخطر الذي يكون هو من الفتنة والعدو الإسرائيلي وأسياده وهم يجهدون على ذلك وبعض عملائهم يشددون على هذا الأمر، إن التفرقة والخلاف نوع من الشرك والواقع إن الخلافات نوع من الشرك والعذاب وسبب لذهاب قوة الإسلام والمسلمين وفي هذا الظرف والحمد لله بجهود جبارة وصلتم إلى ما هو الواقع لنصر المسلمين على أعدائهم ونحن في خدمتكم وعلينا أن نساعدكم بما في وسعنا.
والحمد لله على توفيقكم بتأسيس اتحاد علماء بلاد الشام وهو عامل مهم جداً ولكن يجب أن يصل هذا الصوت إلى العالم الإسلامي وإلا فإن الأعمال ستضيع. نحن مسرورن بما حصل في مصر وهو بشارة، المستقبل لكم المستقبل للإسلام لنركز على الإسلام والمسلمين في كل البلاد لتحقيق أمورهم لا على الشيعي، بل على الإسلام والمسلمين، ولا يجوز شرعاً في هذه الظروف القيام بما يوجب جراح إخواننا السنة وأذيتهم بالتعرض لمقدساتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق