اصدار كتاب الفتنة المذهبية
هلال حبلي: | 23-08-2011 |
انجز هذا العمل بإشراف مدير مركز دراسات الوحدة الاسلامية في تجمع العلماء المسلمين الدكتور عبدالله حلاق.
اصدار كتاب الفتنة المذهبية
هلال حبلي: | 23-08-2011 |
انجز هذا العمل بإشراف مدير مركز دراسات الوحدة الاسلامية في تجمع العلماء المسلمين الدكتور عبدالله حلاق.
| |
يوما بعد يوم تزداد خسارة إيران في الوعي الجمعي لأمة العرب والمسلمين، بخاصة السنّة منهم، فهذا استطلاع أجراه الباحث العربي الأمريكي (جيمس زغبي) في عدد من الدول العربية يؤكد هذا البعد، باستثناء لبنان، مع تغييب الاستطلاع للبحرين (أكيد أن وضع إيران فيها جيد بسبب الغالبية الشيعية)، أما سوريا التي لم يشملها الاستطلاع أيضا فيُعتقد أن سمعة إيران فيها قد تدهورت حتى الحضيض في أوساط الغالبية السنية بعد موقفها من الانتفاضة الشعبية.
بعيدا عن الأرقام ذات الدلالة الواضحة من حيث الفارق بين دول الخليج وسواها، فإن الجانب الإيجابي في نتائج الاستطلاع الذي لم يفاجئنا بحال هو أن النظرة السلبية للولايات المتحدة لا تزال أكبر من النظرة لإيران، فيما كانت النظرة لتركيا إيجابية إلى حد كبير، وهو أمر متوقع بالطبع، بسبب مواقف حكومة العدالة والتنمية خلال السنوات الأخيرة، مع أنها مواقف كانت ولا تزال تراوح كثيرا بين المبادئ والمصالح، مع انحياز أكبر للمصالح. ثمة أسباب عديدة لهذا التدهور في الموقف الشعبي العربي من إيران، بعضه محق ومنطقي، فيما يبدو البعض الآخر نتاج حشد تحرِّكه سياسات بعض دول الخليج المعنية بتصعيد العداء لإيران من أجل دفع الشارع إلى تجاهل فكرة الإصلاح على اعتبار أن ثمة خطرا داهما آخر يستحق المواجهة، ولا شك أن للتوجهات السلفية التي يرتبط بعضها بدوائر السياسية دور في هذا السياق، هي التي تعتبر مواجهة المد الصفوي الرافضي، بحسب تعبيرها، أولوية لا تتقدم عليها أية أولوية، بينما لا يجد بعض هذا الخطاب حرجا في القول إن هناك تحالفا سريا بين الطرفين ضد أمة السنة!! منذ احتلال العراق والموقف من إيران يسير في اتجاه سلبي. وفي حين كان الموقف من حزب الله (رغم تحالفه الإستراتيجي مع إيران) جيدا إلى حد ما بسبب بطولاته في مقارعة العدو الصهيوني، إلا أن الوضع لم يلبث أن أخذ في التغير بعد انحياز الحزب السافر (بخاصة زعيمه نصر الله) للنظام السوري في معركة قمعه للانتفاضة الشعبية، وهو انحياز يأتي نتاج التحالف الإستراتيجي مع النظام من جهة، في ذات الوقت الذي يأتي نتاج أوامر إيرانية من جهة أخرى. في السياق العراقي كان الموقف الإيراني سافرا في نوايا وضع البلد رهن التبعية الثقافية والسياسية والاقتصادية لإيران، في تجاهل تام لحقيقة أن البلد لا يمكن أن يستقر من دون تفاهم أركانه الثلاثة (العرب السنة، الأكراد والشيعة، حتى لو وافقنا على مقولة أن الشيعة يشكلون ما يقرب من نصف السكان). العداء العراقي السني لإيران انسحب بالتدريج على ما تبقى من الشارع العربي، فيما كانت حساسيات أخرى تلوح في الأفق نتج بعضها عن رعونة إيرانية جاءت بدورها بسبب غرور القوة الذي أصابها بعد التطورات اللبنانية والعراقية وصعود الحراك الشيعي في الخليج. ونعني بذلك تحديدا بعض جهود التشييع السخيفة التي قام بها بعض الإيرانيين ومن تبعهم من العرب هنا وهناك على نحو استفز الغالبية السنية. مؤخرا سمعنا شيخ الأزهر (وهو رجل يتلمس مواقفه بعناية في أكثر الأحيان) يقول صراحة لوفد من حزب الله وإيران إن مسألة التبشير الشيعي في مناطق السنة مرفوضة، مع أن ذلك التبشير لو سُمح به لما زاد الموقف إلا سلبية حيال إيران، ولو صح أن لدى المبشرين الشيعة (إن جاز التعبير) قدرة على إقناع السنة بمقولاتهم، لتشيَّع سنة إيران الخاضعين بدورهم لدولة قوية. ونتذكر قبل عامين غضبة الشيخ يوسف القرضاوي بسبب هذه القضية. وقناعتي الشخصية أنه لو فتح هذا الباب على مصراعيه من الطرفين، لكانت النتيجة عكسية لأن مقولات المذهب الشيعي ليست قابلة للترويج في أوساط من لم يأخذوها بالوراثة نظرا لطبيعتها الأسطورية، بخاصة مسألة الأئمة والوراثة والإمام الغائب، واعتبارها محور الدين وليست من هوامشه كما ينبغي أن تكون. اليوم يأتي الموقف من الانتفاضة السورية ليشكل عنصر تحريض أكبر على إيران، وسيزداد الموقف سوءً عندما يعلم الناس أن الدعم الإيراني لحماس مثلا قد توقف عمليا بسبب رفضها الانحياز للنظام في قمعه للانتفاضة الشعبية، الأمر الذي قد يتغير لاحقا تبعا للتطورات في المنطقة. من المؤكد أن هذه الخسائر الشعبية الإيرانية في الوسط العربي والإسلامي السني لن تكون في صالحها، لا على المدى القريب ولا المتوسط والبعيد، وهي في حاجة لترميم علاقتها بهذا الوسط، وخير لها أن تراهن على أن تكون جارة قوية ومحترمة ومحبوبة، لها قواسم مشتركة مع أبناء الأمة الآخرين، على أن تغامر بالإصرار على دور أكبر من حجمها لن تحصل عليه بأي حال. التعاون العربي التركي الإيراني هو الحل لهذه المعضلة بعيدا عن تصعيد الحساسيات المذهبية التي تضر الجميع، ولا شك أن ملامح استعادة الشارع العربي لقراره السياسي سيجعل أمرا كهذا قريب المنال بعيدا عن سطوة واشنطن ومنظومة الغرب التي تكرس مصلحتها من خلال سياسة «فرق تسد». التاريخ : 15-08-2011 |
الخيارات الدولية ضد النظام السوري محدودة جداً وتكاد تقتصر على التصعيد الاعلامي فقط
واشنطن فتحت باب الحوار مع ايران في الكواليس ما اغضب السعودية.. فالتهب العراق بالرسائل الدموية
الديار - جوني منيّر تعقدت الامور في الشرق الاوسط نتيجة التجاوزات غير المحسوبة على صعيد الاحداث في سوريا.
ذلك أن اخصام سوريا او على الاقل ما يمكن تسميتهم بالساعين لاحداث تغيير على مستوى النظام في سوريا، كانوا يراهنون على استمرار استقلالية مدينة حماة، لتشكل لاحقاً عاصمة المتمردين. ولذلك عاشت مدينة حماة والتي تحمل رمزية معينة نتيحة الاحداث التي شهدتها في العام 1983، نوعاً من أنواع الادارة الذاتية او الحكم الذاتي لمدة تزيد عن الاربعين يوما قبل وفود الجيش اليها. يومها كان يعتقد الاتراك أن هذه المدينة ستحافظ على استقلاليتها الذاتية تمهيداً لدور اوسع لاحقاً وكانت زيارة السفيرين الاميركي والفرنسي اليها واضحة الدلالات.
لكن النظام السوري قرر التحرك بعدما وزع للعديد من الاوساط الديبلوماسية وثائق مصورة حول المجموعات المسلحة التي نشأت في المدينة والتي ضمت العديد من المتطرفين الدينيين ما يعني تحويل المدينة الى مغارة للارهابيين. وبذلك باشر النظام خطة الحسم العسكرية بدءا من حماة وصولاً الى مناطق اخرى.
وصحيح أن العواصم الكبرى ولاسيما واشنطن، بقيت صامتة خلال الايام الاولى للعملية، ما فسره البعض بأنه موافقة ضمنية على اقتلاع الخلايا المسلحة للمتطرفين، قبل أن تعود وتدخل بقوة، من خلال المواقف الصادرة عن تركيا والسعودية وبعض الدول الاخرى والهدف هو للضغط على النظام في سوريا لعدم استكمال تحركه ما سيؤدي في النهاية الى القضاء على كامل معارضيه، وهو ما لا تريده واشنطن بالطبع لانها تفضل بقاء الساحة السورية غير مستقرة وبقاء النظام تحت ضغط الشارع ولو من دون خلايا لمتطرفيين اسلاميين.
لكن أوساطاً ديبلوماسية تقرأ أهدافاً اخرى لواشنطن، خلال سياستها المتضاربة مع الأحداث السورية، فتكشف ان خيارات واشنطن ضد النظام في سوريا تبدو محدودة فالتدخل العسكري احتمالاته ضعيفة ان لم تكن معدومة، في ظل مأزق ليبيا والازمة الاقتصادية الخطيرة التي تمر بها الولايات المتحدة الاميركية واوروبا، اضافة الى أن تركيا تعيش سلسلة ازمات داخلية ابرزها تلك الحاصلة بين الحزب الحاكم والمؤسسة العسكرية. كما أن تركيا تعيش وضعا دقيقا مع الاكراد، اضافة الى أن ايران ارسلت اشارات عدة بانها ستكون معنية مباشرة في حال حصول تحرك عسكري عربي على الاراضي السورية، وهو ما سيشمل بطبيعة الحال حزب الله.
كما أن خيارالحصار على سوريا يبدو غير عملي، كون لبنان والعراق سيبقيان على تبادهلما التجاري مع سوريا فيما قد تلتزم تركيا والاردن وهو سيعتبر غير فعال.
لذلك، ربما ان الادارة الاميركية تبدو واقعة في مأزق العراق واحتمال فقدان مكاسب الحرب في حال انسحاب القوات الاميركية من العراق نهاية هذا العام، فانها ختمت تواصلها مع ايران حول الوضع في العراق والذي يشمل الازمة السورية في احد بنوده.
لذلك تراجعت الضغوط الدولية فجأة ضد النظام في سوريا، لا بل ان فرنسا خفت صوتها وغابت انتقاداتها العنيفة والتي ميّزتها مع انطلاق الاحداث. وفيما وجهت طهران اشارة ايجابية مع اعلان مجلس النواب العراقي ترك القرار لمجلس الوزراء حول استمرار وجود القوات الاميركية في العراق، تحرك مقتدى الصدر معلنا مواقف عنيفة فيما يشبه سياسة العصا والمجزرة لأن الملفات متشعبة وتحتاج الى مدى زمني طويل نسبيا.
وبموازاة ذلك تحركت المفاوضات عبر روسيا وألمانيا حول الملف النووي الايراني. في هذا الوقت كان النظام السوري يواصل حملته العسكرية مستفيدا من التطورات الايجابية على الساحة العراقية بين واشتطن وطهران ولأنه كان يدرك بأن اخصامه قد جهزوا مجموعات فلسطينية للتدخل والقتال في مرحلة لاحقة كبديل عن المجموعات المتطرفة، دخل الجيش السوري في مواجهة مباشرة مع هؤلاء في اللاذقية بهدف ضربهم قبل ان يتحركوا لاحقا.
طبعا فإن تركيا ومعها السعودية شعرتا بأن ثمة مفاوضات غير مباشرة تجري بين واشنطن وطهران، وان اثمانا ستدفع في سوريا مقابل اثمان في العراق.
وفجأة انفجر الوضع على الساحة العراقية وجرى توجيه رسائل دموية من خلال اكثر من 15 تفجيراً نفذ معظمها انتحاريون. وقد فسّر ديبلوماسيون ما حصل بأنه رسالة اعتراض سعودية موجهة الى الولايات المتحدة الاميركية حول احتمال تفاهمها مع ايران في العراق وسوريا. ولذلك طال احد هذه الاعتداءات كنيسة مسيحية لاعتقاد يسود البعض بأنه لتأكيد وجهة هذه الرسائل وهي: واشنطن.
لذلك يعتقد المراقبون ان اللعبة تسارعت كثيرا وان الكثير من المراحل جرى تجاوزها، ربما بسبب واقع الادارة الاميركية المأزوم نتيجة الازمة الاقتصادية والاقتراب اكثر فأكثر من الانتخابات الرئاسية، او ربما نتيجة ضيق الوقت في العراق، وانسداد الافق، ما جعل ساحته تلتهب من جديد وسط الرسائل الدموية.
ورغم ذلك تجد بعض الرؤوس الحامية في لبنان التي ترفع عناوين مغرية كونها تلامس الغريزة، فيما يبدو الواقع خطرا، جدا لا بل مخيفا. وكأن هذا البعض يدفع بالساحة اللبنانية لتأخذ مكان الساحة العراقية كساحة لتبادل الرسائل الدموية.
هكذا دائما تجد في لبنان الكثير من المراهقة السياسية، والقليل القليل من الوعي السياسي
جنازة جنوبية / بقلم فادي ريحان
لوحة لمحمد شمس الدين. |